المثقف تفتح ملف: هزيمة الإسلام السياسي أم هزيمة الديمقراطية؟
- التفاصيل
- كتب بواسطة: د. صالح الطائي
تقف امتنا اليوم أمام أعتى تحديات التاريخ ولاسيما بعد أن استطاعت فئات طارئة مصادرة الثورات العربية وتجييرها لصالحها ومصلحتها، وهؤلاء هم عادة جماعات الإسلام السياسي الراديكالي المتطرف الذين لا يؤمنون بالثورة على الحاكم مهما عتا وتجبر بل حتى لو أوجع الظهر وصادر المال، وكأنهم كانوا يعدون العدة سلفا للسيطرة على مقاليد الحكم التي يقوضها الربيع العربي مستفيدين من غضب الجماهير.
ووضع مثير للشكوك مثل هذا يطرح علينا مجموعة تساؤلات
• هل جاء حراك الربيع العربي شعبيا عفويا تلقائيا؛ أم أسهمت في صنعه وترويجه جهات عالمية تبغي إيصالنا إلى وضع قلق يقوده الصخب لكي تمرر علينا مشاريعها المعروفة باسم إعادة ترسيم خارطة الشرق الجديد؟
• هل هناك جهات داخلية عربية هل التي أججت نار الربيع لغايات، وما تلك الغايات التي يبغونها؟
• هل كان الإسلام السياسي هو المروج للحراك الثوري دون أن يظهر علنا في الصورة مستفيدا من خبرته التنظيمية وقاعدته العنكبوتية لكي يبني قواعد انطلاقة جديدة تمهد له السيطرة على دنيا الإسلام، بعد أن كان هذا التيار وعلى مدى الخمسين عاما الماضية قد أكمل التخطيط لمشروعه المعروف باسم (الإسلام يحكم، الإسلام يقود)
• وعلى فرضية أن الإسلاميين هم الذين حركوا الجماهير لتثور فلماذا لم يتحركوا للتغيير في البلدان التي تحكمها نظم إسلامية متسلطة، أو ملكية جائرة؛ واختاروا التحرك في البلدان العلمانية، وهل معنى ذلك أنهم يعترفون بشرعية حكم النوع الأول ولا يعترفون بحكم الآخرين؟
• إذا ما كانوا يعترفون بهذه الحقيقة فلماذا رضخوا للمطلب الجماهيري وأقروا الديمقراطية منهجا للحكم، وهل معنى ذلك أن رضوخهم كان تكتيكا مرحليا؟
• الملاحظ أن كل البلدان التي مر بها الربيع أعلنت الديمقراطية منهجا وطريقا للحكم، وكلها فشلت في تطبيق هذا المنهج بشكل صحيح، فأنجب ذلك ديمقراطية عرجاء في العراق وتونس وليبيا ومصر لا ترق لأن تسمى (ديمقراطية) حيث لا صوت للشعب الذي يخرج عادة إلى الانتخابات وفق ثقافة القطيع لا وفق رؤى فكرية منهجية، فهل يعني ذلك أننا نحتاج إلى إعادة بناء وترميم لكي نستوعب التبدل؟
• هل تعودت بلداننا على الرضوخ القسري للدكتاتورية وبات من الصعب عليها أن تشعر بالانفتاح والتحرر، أم أن هناك من يريد لهذه التجربة ان تفشل لكي يسوغ الحكم الفردي أو الشمولي؟
• هل تعني هزيمة الإسلاميين في مصر فشل المشروع الديني في الحكم وعدم تمكن الدين من ممارسة القيادة في عالم اليوم أم أن مشروع الإسلام السياسي غير مؤهل للقيادة؟
ويمكنكم ايضا اختيار اي موضوع مناسب، علما ان صحيفة المثقف ستباشر بنشر المساهمات في هذا الاسبوع
مع الاحترام والتقدير
صالح الطائي
صحيفة المثقف
6-7-2013
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها.